MY MMS : الدولة : عدد المساهمات : 321 تاريخ التسجيل : 09/07/2010
موضوع: لقاء بين دمعتين الأحد أكتوبر 31, 2010 3:39 pm
هكذا شاءت الأقدار ، أن يغشى نور الصباح ظلمة الليل التائه ، وتومض الذكريات الجميلة بألقها الباعث على الحياة لتفجّر الأمل في واقع الحاضر الكئيب ، فيتجلّى بنور تداخل تلك المشاعر الصامتة ، لقاء يشهد له الخيال بندرة الوجود على سهول هذه الأرض ، لكنّه يأبى إلا أن يتمّ على ملامح خدٍّ احتضن سحر تلك المواجهة. لقاء بين دمعتين حائرتين متوازيتين في حوارٍ غريب ، كلؤلؤتين فريدتين و متشابهتين في الصفاء والبريق ، لكنّهما متباينتين في الانفعالات و المشاعر ، إنهما دمعتي الحزن والفرح..
نظرت كلّ واحدةٍ إلى الأخرى بدهشةٍ وحيرة حتى تفجّر الصمت بهمسات الحوار الخافتة..
دمعة الحزن: سمعت عنك الكثير يا دمعة الفرح ولم تسنح لي الفرصة بشرف لقائك من قبل ، وإن كنت تماثليني بخواصك السائلة الرشيقة فاعلمي أنّ ما بداخلي من العواطف الغارقة ما يخفى عن أعماقك أيتها القطرة الصغيرة الصافية.
دمعة الفرح: والله ما أكون يا دمعة الحزن سوى عصارة لقاء أحاسيسٍ رقيقة تمازجت بنسائم الروح المضطربة وارتقت بها إلى حدود الخفّة والسموّ حتى انفرجت أسارير الجسد ، فكنت اللؤلؤة البرّاقة على الخدود النضرة والمنارة الدالّة على إشراقة السعادة ، أتدحرج بلا تمهّل حتى أغرق في ثنايا نفسٍ مطمئنّة لأسّتمدّ منها النّور وأمدّها بالفرح من جديد.
دمعة الحزن: إنني رمز الحقيقة أيتها الدمعة المتفائلة ، وإنّ مشاعر القلق والخوف والألم التي أوجدتني أودعت في داخلي أسرارا" عصيّة" على العقول ، حتى استغاث البحر من غموضها و اعتذرت أعماقه عن ضمّها إلى أسراره ، فأنا القطرة العجيبة التي تحتضن من ألوان الأحاسيس ما يعجز عنه الإحصاء والعدد ، أسيل ببطءٍ وشرود على خدّ إنسانٍ ممزّق ، لتغوص في ذاكرتي صور الحزن القاتمة التي أرتشفها من معالم بشرته اليائسة حتى ألامس تراب الأرض فيستجير بلهيبي الحارق..
دمعة الفرح: أتيت إليك من ذكريات الماضي الجميلة يا دمعة الحزن ، أخبّئ بين جوانحي نورا" يتلألأ في عالمي الصغير ، لكنّه ينتثر كأشعة شمس الربيع الدافئة ليبدّد ظلماتك الحالكة الموحشة ، فننير معا" درب الحاضر والمستقبل..
اقتربت دمعة الفرح من صديقتها الحزينة واستأذنتها بالمرافقة إلى المجهول ، فانصهرت الدمعتان بعناقٍ حميم ، لتتغلّب قبسات نور ذكريات الماضي المشرقة على ظلمات الحاضر،فأضحى الطريق إلى المستقبل ممهّد بزهورٍ ذات ألوانٍ شتّى تتفتّح عند كلّ ميلادٍ لهذا اللقاء ، وأشواكٍ جارحةٍ دامية عند كلّ لحظةٍ من لحظات الفراق التي تسقى بدموع الحزن والألم.