سندريلا المغر
المديرة العامة
MY MMS : الدولة : عدد المساهمات : 321 تاريخ التسجيل : 09/07/2010
| موضوع: ذكريات المدرسة و امتحاناتها الأحد أكتوبر 31, 2010 2:26 pm | |
|
[center]قارني مع ذكر السبب ؟
الأحماض الأمينية و الأغوال ( من حيث الحمضية ) ؟ حللت النصف الأول من السؤال , فالأحماض الأمينية أكثر حمضية من الأغوال , و لكني نسيت السبب ..
أحاول التذكر .. و لكن لا فائدة ,
أكثرت من الصلاة على المصطفى و الاستغفار , و لكن النسيان مازال يلازمني , أتذكر موقع الإجابة فهي في أعلى الصفحة اليسرى من الكتاب , و لكني لا أتذكر الإجابة نفسها ! . فجأة سمعت صوت طائرة , غبطتُ بشدة من فيها , فهم في متعة و استجمام , و أنا في اختبار الكيمياء أعصر عقلي لعله يتذكر . بدأ عقلي ( بدلا من التفكير في الإجابة ) يصور لي أن تلك الطائرة قادمة من روما , من الطقس البارد و أنا هنا أكاد أموت من شدة الحر , قادمة من بلد البيتزا , آه يا بطني منذ إفطار الأمس الذي لم يتجاوز بيضة و شاي لم يدخلها شيء . فحال من في تلك الطائرة أحسن من حالي , لقد ملوا بطونهم و أرواحهم من جمال روما .
لحظة .. من الممكن أن يكون أحد الركاب قادم من رحلة علاج , بل من الممكن أن تكون عائلة خماسية الأفراد عادت رباعية . لم يكن يجدر بي أن أفكر بتلك الطريقة . فنحن البشر كما قال الله في كتابه " كل في فلك يسبحون " فالدنيا دول , لا تبقى على حال , أيام أفراح و أخرى أتراح , و أيام حلوة و أخرى مرة .
- بقي نصف ساعة على نهاية الاختبار .
أعادني صوت المراقبة إلى اختباري . عدت مجددا أحاول تذكر الإجابة , بدأت أشعر بالتوتر , انظر إلى ساعتي كل دقيقة , يا رب رحمتك , يا رب أعني على التذكير , و أخيرا تذكرت الإجابة , و لكن ليس تماما , لا تزال الصورة مشوشة , أحاول التذكر مرة أخرى , هيا عقلي حاول لقد اقتربنا . صرخت من شدة الفرح : لقد وجدتها ! و إذا بمن في القاعة يحدق بي . أضفت : لك الشكر ربي .
- أنت تحبين النحو , أما أنا فلا أحبه , بل لا أفهمه كل المواد تهون إلا هو بعد الغد الاختبار فماذا سأفعل ؟
بادلتها بالصمت فماذا عساي أقول فمنذ أن عرفتها لا تحبه ..
- ما رأيك في أن نتشارك في المذاكرة ؟ أن آتي إليك في ليلة الاختبار و نذاكر معا ؟
حدقتُ بها طويلا بادلتها الصمت مرة أخرى .. كيف سأشرح لها , و هل ستصدقني ؟ لا أظن ذلك , ستظنني أتهرب منها بل ستعتبرني صديقة غير وفية هل أصدقها القول أني لا أذاكر النحو , و لا أدري كيف يذاكر ؟ قطعتَ صمتي : - حسنا , أظنك منشغلة , الوقت لا يسع لنذاكر معا , أراك لاحقا . - لا , انتظري .. - ماذا أيضا ؟ - انتظرك يوم السبت , لا تتأخري .
*** في الصف الأول متوسط أحببته لأجلها ... فهي تحبه بعمق أردتها أن تحبني فأحببت ما تحب .. أحببت اللغة العربية و خاصة النحو .. و بعد فترة ليست بالطويلة أصبحت أحبه فعلا أحببته هذه المرة بصدق .. لا لأجلها .. و في النهاية أحببتهما معا .. كانت معلمة قديرة مخلصة في شرحها .. كانت مثالية ..
تخرجت من المرحلة المتوسطة إلى الثانوية و كلي أسى على فراقها فهل سأجد معلمة مثالية مثلها ..
****
دخلتَ علينا , في أول يوم .. - السلام عليكم , معكم معلمة اللغة العربية .. تفحصتها جيدا , من أعلى لأسفل ترى هل ستكون مثل معلمتي الأولى ؟
سمعت بشارة تقول أنهما متشابهتان في اللقب ..
****
بعد ثلاث سنوات عشتها تحت ظل تدريسها , تبين لي أنها معلمة رائعة , تشرح بعمق و عشق , تعطي أكثر مما تأخذ , أنيقة في ثيابها , جريئة في حديثها , دائمة التبسم , و الأجمل أنها صارمة , أي تجعل لكل حدث حديثه , فوقت الجد يعني الجد تماما , و وقت الترفيه يعني الترفيه .. فما أعظمها من معلمة !.. و ما أتعس حظي فبعض أيام قلائل سأفارقها !
****
في ليلة الاختبار (( يوم السبت ))
- أهلا بك , لنستفتح بدرس المنادى ..
لله الحمد , ما هي إلا ثلاث ساعات إلا وانتهينا
فقلت و صديقتي بعد حمد الله و الصلاة على نبيه : يا رب الثلاثين !
****
في قاعة الاختبار ..
قرأت السؤال الأول و أجبت عليه , ثم الثاني و الثالث .. كان اختبارا ميسرا و سهلا , فجزا الله خير الجزاء تلك المعلمة المثالية !
وطأتها قدماي بهدوء شديد , كأنها مكان مقدس , جلست على المقعد , امسكت بالقلم , فتحت ورقة الامتحان مسمية بالله الرحمن الرحيم , حللت السؤال الأول و الثاني والثالث . امتحان اليوم ( فقة ) و كان و لله الحمد سهل ميسر , لا عجب في ذلك , فهو من تقديم و إخراج تلك المعلمة القديرة ..
وضعت رأسي على الطاولة , و شرعت في التذكر . اليوم هو آخر يوم أعيشه في تلك الحبيبة , و ذاك الحبيب . تلك الحبيبة التي استضافتني لأسبوعين و ذاك الحبيب الذي استضافني لشهرين سأودعه كما ودعت أخيه مبنى المدرسة القديم ..
و سأودع تلك الرفقة الصالحة , و نخبة من المعلمات الجليلات .
آه , ما أقساك يا يوم الأربعاء !
قلي بالله عليك , هل من السهل أن تودع أشخاصا عشت معهم ثلاث سنوات , بحلوها و مرها ؟
آه يا قاعة الامتحان .. كم آلمتني إمتحاناتك , حرمتني من لذة النوم , ماذا قلت ؟ أ للنوم لذة ؟ كيف هي ؟ لا أتذكرها ..
لا تحزني أيتها القاعة .. لأنك غالية عندي , و لو لم تكوني كذلك لما شاركت الآخرين ذكرياتنا معنا ..
- هل انتهيتِ ؟ _ آه , ماذا ؟ أجل انتهيت .
قمت من مقعدي , قلت في نفسي : وداعا أيتها القاعة ...
وداعا أيتها الامحانات .. لا تزوريني بعد اليوم إلا إذا دعوتك , هذا إن دعوتك .
مهلا .. هل ودعتك أيتها الغالية ؟ فيوم الثلاثاء القادم اختباري القدرات و التحصيلي .. يا الهي رحمتك , لقد تعبت .
هكذا هي الدنيا كل يوم امتحان , و أسئلة غريبة لم ترها أثناء المذاكرة . و العجيب أنه مع غرابتها الكل يحبها .. تلك الحياة ..
امتحانات المدرسة مع صعوبتها لا تجاري اختبارات الحياة .. فالمدرسة امتحاناتها بعد المذاكرة , أما الدنيا تمتحن ثم تذاكر ما امتحنته ..
منقول
[/center] | |
|