منتديات بنات كول
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات بنات كول
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 طفلُ بجســد مسـن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سندريلا المغر
المديرة العامة

المديرة العامة
سندريلا المغر


MY MMS : طفلُ بجســد مسـن  Aa61
الدولة : االمغرب
عدد المساهمات : 321
تاريخ التسجيل : 09/07/2010

طفلُ بجســد مسـن  Empty
مُساهمةموضوع: طفلُ بجســد مسـن    طفلُ بجســد مسـن  I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 31, 2010 2:18 pm


3-(طفلٌ بجســد مُسـن)






في ساعة متأخرةٍ من الليل



أين أنت يا (شذى) حتى الآن؟



تردد هذا السؤال في عقل (رنـا) وهي تنظر إلى ساعتها التي تشير عقاربها إلى الحادية عشر مساءا ً، وهي تنتظر أختها التي لم تعد حتى هذا الوقت إلى المنزل.. وما هي إلا لحظات حتى سمعت باب المنزل وهو يغلق، فتوجهت إليه مسرعة لتجد شذى أمامها ، فقالت لها في قلق وبدى على وجهها الغضب :



"أين كنت؟ تعجبت (شذى) من سؤالها، فأجابتها في حدة:



"طرأت بعض الأمور، فاضطررت إلى التأخير.. ما المشكلة في ذلك؟



أجابتها (ساره) بإبتسامة على وجهها:



"لا شيئ.. كنت قلقة عليك لا أكثر.. ألست أنا أختك الكبرى!



وضعت (رنا) حقيبتها على المقعد المجاور لباب المنزل، ثم قالت:



"هل ما زال مستيقظا ً؟"



نعم، وكنا على وشك أن نبدأ بتناول الطعام.. هيا بنا..".



توجها إلى منضدة الطعام، ثم مالت (رنا) نحوه:




"هل تريد أن أساعدك في تناول الطعام؟".



أجابها مسرعا ً:



"لا،سأتناوله بنفـ.. بنفسي".



ابتسمت في لطف، وقالت:



"كما تشاء".



ثم أضاف:



"كيف حالك يا ..(شذى)".



" بخير والحمد لله".


جلست (شذى) وكذلك (رنـا)، ثم بدءا في تناول الطعام وهما يتجاذبان أطراف الحديث، هذه تروي ما حدث في عملها، وما سبب هذا التأخير.. والأخرى تروي أحوال زوجها الذي سافر بضعة أيام لقضاء أموراً متعلقة بعمله.. قليلا ثم قال:
"أين ذهبت (شذى) حتى الآن يا (رنـا)؟.. أنا قلق عليها".
نظرت إليه (شذى) في تعجب، ثم قالت (رنا) وهي تضحك:
"هي بخير والحمدلله".
نظر إلى (شذى) وكأنه لم يكن يدرك وجودها منذ البداية، فارتاح بالـه ,وقال:
"حمداً لله،..كيف حالك يا (شذى)؟"
مطت (شذى) شفتيها ولم تجب، ثم نظرت إلى أختها لتواصل الحديث فوجدتها تنظر إليها في ضيق، فتجاهلتها ثم واصلت الحديث.. وبينما هن على ذلك، فجأة صاحت (شذى):
"احذر.. إن الطعام يتساقط على ملابسك.. ألا ترى ذلك؟".
زورتـها(ساره) بنظرة قاسيـة، ثم اتجهت إليه مسرعة وهي تساعده في إصلاح الأمر، ثم قالت في لطف:
"لا عليك كل شيئ على ما يرام".
نظر إليها في انكسار، ثم قال لها وهو يتلعثم:
"إنـ..إنني لم أسـ..أسقط شيئا، هـ..هو الذي سـ..سقط".
طبطبت على كتفه، ثم ابتسمت وقالت:
" لا عليك"
عادت مرة أخرى إلى مقعدها، ثم قال وهو يجد صعوبة أكثر في الحديث:
"أريد بعـ..بعض الحلوى.. لا أريد أن أكـ..أكمل الطعام"
نظرت إليه (شذى) في دهشة شديدة، ثم قالت:
"حلوى".
زورتها (رنا) هذه المرة بنظرة نارية، ثم اتجهت إليه وقالت:
"لك ما تريد.. لقد أحضرت لك أيضاً ما تحبه".
ساعدته على النهوض، ثم قالت له في لهجة لطيفة آمرة:
"تناول ما تريد، ولكنك ستذهب للإستحمام كما وعدتني، ثم ستذهب إلى النوم بعد ذلك".
أجابها :
"لا أريد أن أستحم الآن"
تعجبت (شذى) من قوله، ثم واصلت تناولها للطعام في حين أجابته (رنـا) وهي تضحك:
"إذن ليس الآن، ولكنك ستقوم بالإستحمام غدا".
هز برأسه وهو يبتسم وهما يتجهان معا نحو غرفته.. ومكثت (رنا) معه قليلا من الوقت حتى اطمأنت عليه، ثم عادت إلى أختها وهي تنظر إليها في غضب شديد، ثم قالت:
"ألم أتحدث إليك في هذا الشأن لكي تحسني التصرف.. ماذا أفعل لكي تكفي عن ذلك!".
أشاحت (شذى) وجهها ولم تنطق بأي كلمة وجلست (رنا) أمامها، ثم أطبق عليهم الصمت..
"أنا لا أقصد شيئاً.. ألا ترين ما يفعل من أفعال غريبة!"
قطعت (شذى) بهذه الجملة جدار الصمت الذي استمر طويلاً وهي تقولها بصوت خفيض كي تلمتس لها (رنـا) العذر.. وما لبثت أن قالتها حتى اجابتها (رنـا) مسرعة، وكأنها كانت تنتظرمنها أن تقول شيئاً:
"غريبة".
نعم لم أعد أحتمل هذه التصرفات.. بل إنني أحياناً أقصد التأخر في عملي حتى أتحاشى التعامل معه، لأنه يصل بي الحال أحياناً إلى حد السخرية..".
ولكن (رنـا) هذه المرة لم تتمالك نفسها وقفزت من جلستها كالمصعوقة، وقالت:
سخرية!! ويحك يا (رنا).. إنه أبوكِ.. ألا تدركين قيمة ما تقولين.. أوصل بك الأمر إلى هذا الحد؟ كل ما أريده منك هو شيئ واحد.. أن تقارني بين حاله هو الآن، وكيف تعاملينه وبين حالك أنت عندما كنت مجرد طفلة صغيرة، وكيف كان يعاملكِ هو.. ألم تكوني تتلعثمين في الحديث..ألم تكوني تنسين ما تقولين، بل أحيانا تقوليه مرارا وتكرار.. هل كان يسخر منك.. أم كان يقابله بكل سرور؟
ألم تكوني تسقطين الطعام أكثر من مرة، وكان في كل مرة يقابل ذلك في سعادة، وكأن شيئاً لم يكن؟!!
ألم تكوني تهربين منه عندما يحين موعد استحمامك.. وكان هو يطاردك ويحاول معك بشتى الطرق؟!!.. هل كان يمل من ذلك.. أم أن المشكلة هنا في السن لا أكثر.. أو لأن الأطفال شيئ آخر؟وكل هذا، ومرضه لا يجعله إلا وكأنه طفل صغير.. فما بالك إذا كان ما به أكثر من ذلك.. قد يكون طريح الفراش.. ملازما له.. يحتاج الى من يقف على خدمته طوال اليوم.. بالله عليك، إحذري مم أنت فيه الآن.. فقد يأتي عليك يوما تجدين حالك أسوأ من حاله.. فهل أنت مستعدة؟ ترقرقت الدموع من عين (شذى)، ثم غطت وجهها في كفيها، وهي تقول:
"لا أدري.. لا أدري..".
أحاطتها (رنـا) بذراعيها، وقالت:


"قد يكون الشيطان مسيطراً على عقلك.. أعيدي التفكير في الأمر، وتذكري ما قلته الآن.. وأنا على يقين أنكل شيء سيكون على ما يرام بإذن الله تعالى .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://banat-coool.alafdal.net
 
طفلُ بجســد مسـن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بنات كول :: الأقـسـام الأدبـيـة :: القصص والرويات-
انتقل الى: